Rss Feed

  1. وفي الشام أسّس أحمد بن عبد الحليم الحراني المعروف بابن تيميّة المتوفّى سنة 728 مدرسته المشتهرة باسمه ، والتي أنجبت ثلّةً من العلماء وعلى رأسهم : محمّد بن أبي بكر الدمشقي المعروف بابن قيّم الجوزيّة المتوفّى سنة 751 .
    وقد اشتهر من كتب ابن تيميّة كتابه الذي أسماء ( منهاج السنّة ) ألّفه رداً على كتاب ( منهاج الكرامة ) للعلاّمة الحلّي المذكور آنفاً ... فتجاوز فيه جميع الحدود الشرعيّة والآداب الإسلامية ، ولم يخل منه ورقة من أنواع السبّ والشّتم ، للحلّي وشيخه الطّوسي ، حتى قال في موضعٍ من كتابه :
    ( إنّ هذا الرّجل قد اشتهر عند الخاص والعام أنّه كان وزير الملاحدة
    ــــــــــــــ
    (1) شرح المقاصد 5 / 265 .

    الصفحة 15
    الباطنّية الإسماعيلية . ثمّ لمّا قدّم الترك المشركون هولاكو أشار عليه بقتل الخليفة وبقتل أهل العلم والدين ، واستبقاء أهل الصناعات والتجارات ، الذين ينفعونه في الدنيا ، وأنّه استولى على الوقف الذي للمسلمين ، وكان يعطي منه ما شاء الله لعلماء المشركين وشيوخهم السّحرة وأمثالهم ، وأنّه لمّا بنى الرصد الذي بمراغة على طريقة الصابئة المشركين ، كان أخس الناس نصيباً منه من كان إلى أهل الملل أقرب ، وأوفرهم نصيباً من كان أبعدهم عن الملل ، مثل الصابئة المشركين ومثل المعطّلة وسائر المشركين ، وإن ارتزقوا بالنجوم والطبّ ونحو ذلك .
    ومن المشهور عنه وعن أتباعه الاستهتار بواجبات الإسلام ومحرّماته ، ولا يحافظون على الفرائض كالصلاة ، ولا ينزعون عن محارم الله من الخمر والفواحش وغير ذلك من المنكرات ، حتى أنّهم في شهر رمضان يذكر عنهم من إضاعة الصلاة وارتكاب الفواحش وفعل ما يعرفه أهل الخبرة بهم ، ولم يكن لهم قوّة وظهور إلاّ مع المشركين ، الذين دينهم شر من دين اليهود والنصارى .
    وبالجملة ، فأمر هذا الطوسي وأتباعه في المسلمين أشهر وأعرف من أن يوصف . ومع هذا ، فقد قيل : إنّه كان في آخر عمره يحافظ على الصلوات ، ويشتغل بتفسير البغوي والفقه ونحو ذلك ، فإنّ كان قد تاب من الإلحاد فالله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئّات ) (1) .