Rss Feed

  1. وسادساً : إنّه لم يتكلّم في طول عمر المهدي وامتداد أيّامه ، بل صرّح بأن لا امتناع في ذلك ، كعيسى والخضر عليهما السلام وغيرهما ، وهذا هو الصحيح المؤيّد بالكتاب والسنّة أيضاً ، لكن الشارح قد ناقض نفسه ، إذ قال في ( شرح المقاصد ) :
    ( أمّا خروج المهدي ، فعن ابن عبّاس أنّه قال رسول الله : لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي . وعن ابن سلمة قال : سمعت رسول الله يقول : المهدي من عِترتي من ولد فاطمة ، وعن أبي سعيد ... فذهب العلماء إلى أنّه عادل من ولد فاطمة يخلقه الله تعالى متى شاء ويبعثه نصرةً لدينه . وزعمت الإماميّة من الشيعة : أنّ محمّد بن الحسن العسكري اختفى من الناس خوفاً من الأعداء ، ولا استحالة في طول عمره ، كنوح ولقمان والخضر عليهم السلام . وأنكر ذلك سائر الفرق ، لأنّه ادّعاء أمر يستبعد جدّاً ...) (2) .
    ففيه :
    أوّلاً : ليس ما عزاه إلى العلماء قول كلّ العلماء ، فمن مشاهير الأعلام المحقّقين من أهل السنّة من يقول بما قاله الإماميّة .
    ـــــــــــــــــ
    (1) التجريد في علم الكلام بشرح العلاّمة الحلي : 285 .
    (2) شرح المقاصد 5/312 .

    الصفحة 319
    وثانياً : القول بأنّ المهدي إمام يخلقه الله متى شاء ، يخالف الأدلّة الصحيحة المتّفق عليها بين المسلمين ، كحديث الثقلين ، ونحوه .
    وثالثاً : الإماميّة يقولون بأنّ المهدي من ولد الحسين ابن فاطمة عليهم السلام .
    ورابعاً : لم ينكر ذلك سائر الفرق ، بل كثير من علماء غير الإماميّة يقولون بما قاله الإماميّة ولم يستبعدوا ذلك ، ومنهم الشارح نفسه هنا .
    أقول :
    وبما ذكرنا يظهر الحقّ في معنى حديث : الأئمّة من قريش . وقوله (235) : ( ويكون من قريش ... ولا يشترط أن يكون هاشمياً أو علوياً ... ) فإنّ الأدلّة المذكورة وغيرها عيّنت الأئمّة نسباً ووصفاً وعدداً ... ودلّت على أنّ كلّ من تصدّى للأمر غيرهم فليس بإمامٍ شرعي .