Rss Feed

  1. قد ثبت أنّه بايع بعد وفاة الزهراء ، وبعد انصراف وجوه الناس عنه . كما في نصّ الحديث ، وكانت المدّة ستة أشهر ... وتفيد الأحاديث : أنّ الزهراء لو بقيت أضعاف هذه المدّة لما بايعت ولما بايع عليّ ، ولكنّها لحقت بأبيها ، وبقي عليّ وحده ، فاضطّر إلى البيعة ، قال :
    (  فَنَظَرْتُ فَإذا لَيْسَ لِي رافِدٌ وَلا ذابُّ وَلا مُساعِدٌ إِلا أَهْلَ بَيْتِي ، فَضَنَنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ فَأغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى ، وَجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجا ، وَصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ ) (1) .
    وقال : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلى قُرَيْشٍ وَ مَنْ أعانَهُمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي ، وَأَكْفَؤُوا إِنائِي ، وَأَجْمَعُوا عَلى مُنازَعَتِي حَقّا كُنْتُ أوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِي ، وَقالُوا: ألا إِنَّ فِي الْحَقِّ أنْ تَأْخُذَهُ، وَفِي الْحَقِّ أنْ تُمْنَعَهُ، فَاصْبِرْ مَغْمُوما ، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفا ، فَنَظَرْتُ فَإذا لَيْسَ لِي رافِدٌ وَلا ذابُّ وَلا مُساعِدٌ إِلا أَهْلَ بَيْتِي ، فَضَنَنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ فَأَغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى ، وَجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجا ، وَصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ ، وَآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ حَزَّ الشِّفارِ  ) (2) .
    وقال في كتابٍ له إلى معاوية :
    ( وزعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت ، وعلى كلّهم بغيت ، فإن يكن ذلك
    ــــــــــــــــ
    (1) نهج البلاغة ، ط صبحي الصالح : 68 .
    (2) نهج البلاغة ، ط صبحي الصالح : 336 .

    الصفحة 27

    كذلك فليست الجناية عليك فيكون العذر إليك ، وتلك شكاة ظاهر عنك عارها . وقلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع .ولعمر الله لقد أردت أن تذمّ فمدحت ! وأن تفضح فافتضحت ! وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً ما لم يكن شاكّاً في دينه ، ولا مرتاباً بيقينه ! وهذه حجتّي إلى غيرك قصدها ، ولكنّي أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها ) (1) .
    هذا كلّه ، مضافاً إلى الخطبة الشقشقية المشهورة ، وغيرها من كلماته المعروفة في خطبة وكتبه .