لكنّ ابن تيميّة معروف بالتهجّم على الكلّ ، فلم يسلم منه أحد من أئمّة المذاهب والفرق ، ولذلك ولعقائده الفاسدة وآرائه الباطلة ، أفتى كبار أئمّة أهل السّنة بضلالته ووجوب حبسه ، حتى يتوب ، فبقي في السجن حتى مات .
فلاحظ ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني 2 / 247 ، والبدر الطالع للشوكاني 2 / 260 وغيرهما .
ففي الدرر الكامنة : ( نودي عليه بدمشق : من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمّه وماله ) .
وفي البدر الطّالع : ( صرّح محمد البخاري الحنفي المتوفّى سنة 841 بتبديعه ثمّ تكفيره ، ثمّ صار يصرّح في مجلسه : أنّ من أطلق القول على ابن تيمية أنّه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر ) .
وقال ابن حجر المكي صاحب الصّواعق في فتاواه :
( ابن تيمية عبد خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه ، وبذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله ، وكذب أقواله . ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد ، المتّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ، أبي الحسن السَّبَكي ، وولده التاج ، والشيخ الإمام العز ابن جماعة ، وأهل عصرهم ، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفيّة ، ولم يقصر اعتراضه على متأخرّي الصوفية ، بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ .
ــــــــــــــ
(1) العبر 3 / 326 .
ــــــــــــــ
(1) العبر 3 / 326 .
الصفحة 18
والحاصل : أنّه لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كلّ وعرٍ وحزن ، ويعتقد فيه أنّه مبتدع ضالٍ مضلّ غالٍ ، عامله الله بعدله ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله . آمين ) (1) .
* * *
ـــــــــــــــ
(1) الفتاوى الحديثية : 86
(1) الفتاوى الحديثية : 86