Rss Feed

  1. قال (232) :
    لا نزاع في أنّ مباحث الإمامة بعلم الفروع أليق ... ) .
    أقول :
    لا نزاع ـ كما عرفت ـ في أنّ الإمامة خلافةٌ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهي لا تكون إلاّ لمن استخلفه ، فهي من توابع ( النبوّة ) وفروعها ، فهي

    الصفحة 154
    ـ إذن ـ من الأصول لا الفروع .
    وأيضاً : ففي الأحاديث المتّفق عليها ما يدلّ على أنّ الإمامة من أصول الدين ، منها : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية ) ، هذا الحديث الذي أرسل بهذا اللفظ في الكتاب 239 إرسال المسلّمات ، وأخرجه أحمد وغيره مسنداً بلفظ : ( من مات بغير إمامٍ ماتَ ميتةً جاهلية ) (1) ، والبيهقي وغيره بلفظ : ( من مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتةً جاهلية ) (2) . وروي أيضاً بألفاظ أخرى . وهذا هو الحقّ الذي عليه أصحابنا .
    وأمّا القوم فالمشهور بينهم أنّها من الفروع ، بل ادّعى عليه القاضي العضد الإجماع في المواقف (3) ، لكن عبارة السّعد : أنّ البحث عنها بالفروع أليق ، وعن القاضي البيضاوي القول بكونها من الأصول