Rss Feed

  1. وقوله : لو كنت متّخذاً خليلاً ... ) .
    أقول :
    قد أجاب أصحابنا عن هذا الحديث سنداً ودلالة (1) ، وهو في رواية البخاري قطعة من حديث يشتمل على جمل عديدة تعدّ كلّ واحدة منها فضيلة مستقلة من فضائل أبي بكر ... فهو أقواها سنداً وأدلّها دلالة ، لكنّ راويه هو : ( إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ) ابن أخت مالك بن أنس ونسيبه وراويته ، وهذه طائفة من الكلمات فيه :
    قال ابن معين : هو وأبوه يسرقان الحديث . وقال : مخلّط ، يكذب ، ليس بشيء .
    وقال النسائي : ضعيف . وقال مرّة أخرى : غير ثقة .
    وقال ابن عدي : يروي عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد .
    وذكره الدولابي في الضعفاء وقال : سمعت النصر بن سلمة المروزي يقول : ابن أبي أويس كذّاب ...
    وقال الدارقطني : لا اختاره في الصحيح .
    وذكره الإسماعيلي في المدخل ، فقال : كان ينسب في الخفة والطيش إلى ما أكره ذكره .
    وقال بعضهم : جانبناه السنّة .
    وقال ابن حزم في المحلّي : قال أبو الفتح الأزدي حدثني سيف بن محمد : أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث .
    وأخرج النسائي من طريق سلمة بن شبيب أنّه قال : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربّما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما
    ـــــــــــــــــ
    (1) تلخيص الشافي 3 / 217 .

    الصفحة 255

    بينهم (1) .
    ثمّ إنّه معارض بأحاديث موضوعة تنصّ على أنّه قد أتّخذه خليلاً مثل : ( لكلّ نبيّ خليل في أمّته وإنّ خليلي أبو بكر ) (2) ، وبآخر ينصّ على أنّه اتّخذ عثمان خليلاً ، وهذا لفظه : ( إنّ لكلّ نبيّ خليلاً من أمّته و إنّ خليلي عثمان بن عفّان ) .
    لكنها كلّها موضوعات ، وقد نصّ على وضع الأخير منها غير واحد (3) .
    قال (293) :