Rss Feed

  1. قال : ( وبعد صحة الرواية : فموخّر الخبر ـ أعني قوله : اللّهمّ وال مَن والاه ـ يشعر بأنّ المراد هو الناصر والمحبّ ، بل مجرّد احتمال ذلك كاف في دفع الاستدلال . ولو سلّم فغايته الدلالة على استحقاق الإمامة وثبوتها في المآل ، لكن من أين يلزم نفي إمامة الأئمّة قبله ... وإذا تأمّلت فما يدعون من تواتر الخبر حجّة عليهم لا لهم ... )
    أقول :
    هذا غاية ما أمكنه الاعتراض به على الاستدلال بحديث الغدير ... ولا يخفى أنّ هذا الموضع من المواضع التي خالف فيها السّعد مشايخه المتقدّمين عليه كالقاضي العضد والفخر الرازي ... فإنّ أولئك أنكروا أن يكون ( المولى ) يجيء بمعنى ( الأولى ) ثمّ ذكروا شبهات لهم بناء على ذلك ... آخذين كلّ ما هنا لك من مشايخ المعتزلة ... أمّا السّعد فلم ينكر مجيء كلمة ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) بل ظاهره الإقرار ، فكان الكلام معه أخصر وطريق الإفحام أقصر ..
    لقد دلّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟! قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ) على الأولوية ، وأكّدت ذلك الدلائل القرائن الكثيرة الثابتة في رواية الفريقين