قوله (368) :
( التاسع : أنّه عليه السلام لمّا آخى بين الصحابة ... قيل : لا دلالة لاتّخاذه أخاً على أفضليته ، إذ لعل ... ) .
( التاسع : أنّه عليه السلام لمّا آخى بين الصحابة ... قيل : لا دلالة لاتّخاذه أخاً على أفضليته ، إذ لعل ... ) .
أقول :
لقد كان الغرض من مؤاخاة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السلام تعريف منزلته وبيان فضله على غيره ؛ لأنّه كان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، فيكون عليّ هو النظير لرسول الله ، ولذا تعرّض صلّى الله عليه وآله وسلّم لدى المؤاخاة بينه وبين عليّ إلى أنّه بمنزلة هارون من موسى ـ كما في الحديث المتقدّم ـ ولذا أيضاً احتجّ أمير المؤمنين بهذه المؤاخاة على أهل الشورى .
روى الحافظ ابن عبد البر ، المتوفّى سنة 463 : ( لما احتُضر عمر جعلها شورى بين عليّ وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد . فقال لهم : أنشدكم الله ، هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه ، إذ آخى بين المسلمين غيري ؟! قالوا : اللّهمّ لا ) .
قال : ( وروينا من وجوه عن عليّ أنّه كان يقول : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يقولها أحدٌ غيري إلاّ كذّاب ) .
الصفحة 133
قال : آخى رسول الله بين المهاجرين ثمّ آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كلٍّ منهما لعليّ : أنت أخي في الدنيا والآخرة . وآخى بينه وبين نفسه ، فلذلك كان هذا القول وما أشبهه من عليّ ) (1) .
فهل يبقى مجال للاحتمال الذي أبداه بقوله : ( لعلّ ... ) ؟! ولعلّه يعلم بسقوطه ، ولذا قال : ( قيل ... ) !
فهل يبقى مجال للاحتمال الذي أبداه بقوله : ( لعلّ ... ) ؟! ولعلّه يعلم بسقوطه ، ولذا قال : ( قيل ... ) !
على أنّه استدل للخلّة المفروضة على أفضلية أبي بكر ، فكيف لا تكون الأخوّة المتحقّقة دليلاً على أفضلية عليّ ، والأخوّة فوق الخلّة ؟!