Rss Feed

  1. أقول : قد عرفت أنّ نصب الإمام بيد الله لا بيد الأنام ... والطريق إلى العلم بنصبه منحصر في النصّ عليه أو إظهار المعجز على يده ... فلا بدّ من أن يوجد النصّ عليه في الكتاب أو السنّة المعتبرة أو كليهما ... فيجب النظر في الكتاب والسنّة المعتبرة .
    أمّا النصّ على أبي بكر ... فقد نصّ السّعد 255 كالقاضي العضد (1) وغيره على : أنّه منتفٍ في حقّ أبي بكر ... وأمّا على عليّ عليه السلام فموجود في الكتاب والسنّة المعتبرة كليهما .
    أمّا السنّة النبوية المعتبرة عن طريق أهل البيت عليهم السلام ... فلا تعدّ وتحصى أخبارها في هذا الباب ... كما لا يخفى على من راجع كتب أصحابنا ... وبها الكفاية عندنا ... لكنّا لا نستدلّ في مقام البحث بتلك الأخبار ... بل نرجع إلى كتب أهل السنّة القائلين بإمامة أبي بكر ... فإنّ أدلّة مذهبنا موجودة في كتبهم أيضاً ... في التفسير والحديث والسّيرة ، فبها نستدلّ عليهم ، وبها نلزمهم ... وقد أورد السّعد في الكتاب شيئاً يسيراً من تلك النصوص والأدلة وتكلّم عليها ... ونحن نكتفي بدفع شبهاته عنها وإثبات دليليّتها ودلالتها ... والله المستعان .
    قال (259) : ( ذهب جمهور أصحابنا والمعتزلة والخوارج إلى أنّ النبيّ لم ينصّ على إمامٍ بعده . وقيل : نصَّ على أبي بكر ... وقيل : نصَّ على عليٍّ وهو مذهب الشيعة ... )
    ـــــــــــــــــ
    (1) شرح المواقف 8 / 354 .

    الصفحة 178
    أقول : قد عرفت تنصيصه على أنّ النصّ منتف في حقّ أبي بكر ، أمّا هنا فلم ينصّ على ذلك ، ولعلّه لئلاً يورد عليه في استدلاله ببعض النصّوص المزعومة في أبي بكر . وهذه النصوص التي قد يستدلّ بها على إمامة أبي بكر هي من موضوعات شرذمةٍ من الناس عرفوا بـ (البكريّة ) ، وضعوا أحاديث في فضل أبي بكر ... نصّ على وضعها علماء أهل السنّة حتى المتعصّب منهم ، كابن الجوزي في كتابه (الموضوعات ) .
    لكن لا يخفى أنّها حتى لو تمّت سنداً ودلالةً لا تكون حجّة على أصحابنا ، لانفراد أولئك بنقلها ... بخلاف أصحابنا فإنّهم لا يستدلّون إلاّ بما جاء في كتب أهل السنّة ، بالإضافة إلى وجوده عندنا بطرقنا .
    وعلى الجملة فالقوم معترفون بعدم النصّ على أبي بكر ، لكنهم يستدلّون لعدم النصّ من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مطلقاً بعمل الأصحاب بناء على حسن الظّن بهم .
    قال ( 259) :
    ثمّ استدلّ أهل الحقّ بطريقين :
    أحدهما : أنّه لو كان نصّ جليٌّ ظاهرَ المراد في مثل هذا الأمر الخطير المتعلّق بمصالح الدين والدنيا لعامّة الخلق لتواتر واشتهر فيما بين الصّحابة ... فإن قيل : علموا ذلك وكتموه لأغراضٍ لهم في ذلك ... كحبّ الرياسة والحقد على عليّ لقتله آباءهم وعشائرهم وحسدهم إيّاه . وترك عليّ المحاجّة به تقيةً وخوفاً ... قلنا : من كان له حظّ من الديانة والإنصاف علم قطعاً براءة أصحاب رسول الله وجلالة أقدارهم عن مخالفة أمره في مثل هذا الخطب الجليل ، ومتابعة الهوى وترك الدّليل ...
    الثاني : روايات وأمارات تفيد باجتماعها القطع بعدم النصّ ، وهي كثيرة

    الصفحة 179
    جدّاً ، كقول العبّاس لعليّ : أمدد يدك أبايعك ... ) .
    أقول :
    النصّ الجلي الظّاهر المراد في مثل هذا الأمر الخطير موجود ، وقد رواه الرواة الثقات والعلماء الأثبات من القوم أنفسهم ، كما ستعلم ، حتى أنّ ظاهر السّعد نفسه الإقرار بالدلالة وعدم تمامية ما قيل في الجواب في بعض الموارد لو لا حسن الظنّ بالصحابة ، فيقول في موضع مثلاً : (ثمّ لا عبرة بالآحاد في مقابلة الإجماع ، وترك عظماء الصحابة الاحتجاج بهما آية عدم الدلالة ، والحمل على العناد غاية الغواية ) 272 .
    ويقول في آخر : ( لو كانت في الآية دلالة على إمامة عليّ لما خفيت على الصحابة عامّة وعلى عليّ خاصة ، ولَما تركوا الانقياد لها والاحتجاج بها ) 272 .
    ويقول في ثالث : ( لو صحّت لما خفيت على الصحابة والتابعين ... ) 276 .
    لكن في الكتاب والسنّة الصحيحة وأخبار الصّحابة الموثوق بها وكلمات العلماء الكبار ما يدعو ـ في الأقل ـ إلى عدم حسن الظنّ بالصحابة ... ونحن نكتفي هنا بآيات من كلام الله وببعض الأحاديث الثابتة عن رسول الله ، وبكلمات بعض الأصحاب ، وبعبارة السّعد التفتازاني نفسه ، قال الله تعالى :
    ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ  ... ) (1) .
    ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ... ) (2) .
    ( مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا ... ) (3) .
    ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً ... ) (4) .
    ـــــــــــــــــ
    (1) سورة التوبة : 61 .
    (2) سورة الأحزاب : 53 .
    (3) سورة آل عمران : 136 .
    (4) سورة الجمعة : 11 .

    الصفحة 180
    ( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ... ) (1) .
    ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ  ... ) (2) .
    ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ... ) (3) .
    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    ( أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعنّ رجال منكم ثمّ ليختلجنّ دوني فأقول : يا ربّ أصحابي ! : فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) (4) .
    وقال :
    إنّي فرطكم على الحوض ، من مرّ عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً ، ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثمّ يحال بيني وبينهم . قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش ، فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم . فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري لَسمعته وهو يزيد فيها : فأقول إنّهم منّي . فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي ) (5) .
    وقال :
    ( يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيحلّون عن الحوض ، فأقول : يا ربّ ، أصحابي . فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ) (6) .
    وقال :
    ـــــــــــــــــ
    (1) سورة التوبة : 58 .
    (2) سورة التوبة : 102 .
    (3) سورة آل عمران : 138 .
    (4) صحيح البخاري باب الحوض 4 / 96 .
    (5) صحيح البخاري ـ باب الحوض 4 / 96 .
    (6) صحيح البخاري ـ باب الحوض 4 / 97 .

    الصفحة 181
    بينا أنا قائم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ . فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى . ثمّ إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني بينهم فقال : هلّم . قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص فيهم إلاّ مثل همل النعم ) (1) .
    وقال :
    إنّي فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإنّي والله لأنظر إلى حوضي الآن ، وأنّي أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وأنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكنّي أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ) (2) .
    وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال :
    لقيت البراء بن عازب ، فقلت : طوبي لك ، صحبت رسول الله وبايعته تحت الشجرة . فقال : يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده ) (3).
    وعن عائشة أنّها أوصت أن تدفن بالبقيع ، فقيل لها :
    ندفنك عند رسول الله ؟ فقالت : إنّي قد أحدثت بعده ، فادفنوني مع أخواتي . فدفنت بالبقيع ) (4) .
    وقال السّعد : 310 : ( إنّ ما وقع بين الصّحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور
    ـــــــــــــــــ
    (1) صحيح البخاري ـ باب الحوض 4/ 97.
    (2) صحيح البخاري 4 / 97 .
    (3) صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبيّة 3 / 20 .
    (4) المعارف لابن قتيبة : 80 وغيره .

    الصفحة 182
    في كتب التواريخ ، والمذكور على ألسنة الثقات ، يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حاد عن طريق الحقّ ، وبلّغ حدّ الظلم والفسق ، وكان الباعث له الحقد والعناد ، والحسد واللّداد ، وطلب الملك والرياسة ، والميل إلى اللّذات والشهوات ، إذ ليس كلّ صحابي معصوماً ، ولا كلّ من لقي النبيّ بالخير موسوماً ) .
    فظهر أنّ حسن الظنّ بالصّحابة لا يكفي جواباً عمّا إن قيل : ( علموا ذلك وكتموه لأغراض لهم في ذلك ، كحبّ الرياسة والحقد على عليّ ... وحسدهم إيّاه .. ) .
    وإنّ دعوى القطع ببراءة الصّحابة عن حبّ الرياسة والحقد والحسد ومتابعة الهوى ... عارية عن الدليل ، بل الدليل على خلافها ...
    وتلخّص : أنّ النصّ موجود ، وقد علمه القوم ، لكنّهم أعرضوا عنه وتركوه وكتموه ... ( وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللّداد وطلب الملك والرياسة ... ) ، كما قال ... ولعلّ ذلك هو ( الإحداث ) الذي أخبر عنه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم واعترف به غير واحد من الأصحاب ، كعائشة بنت أبي بكر ... فهذا جواب حسن الظنّ بالصحابة وما ذكره في مدحهم ...
    وإذا كان أكثرهم كذلك ، حتى أنّه لم يخلص منهم ( إلاّ مثل همل النعم ) كما في الحديث ، كان من الطبيعي ترك علي عليه السلام المحاجّة معهم بالنصّ تقيّةً وخوفاً على نفسه ... بل لقد هدّد بتحريق داره عليه وعلى أهله وبقتله ... بمجرّد تخلّفه عن البيعة ... كما هو مسطور في كتب التاريخ المعتبرة عند القوم (1) .
    ثمّ إنّه وقومه وأتباعه كانوا مشغولين بأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولم يكن حاضراً في السقيفة حتى يمنع أو يحتج بالنصّ على الصّحابة ، ولم يفرغ من
    ـــــــــــــــــ
    (1) تاريخ الطبري 2 / 443 ، الإمامة والسياسة 1 / 13 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 115 ، العقد الفريد 3 / 63 ، مروج الذهب 2 / 308 .

    الصفحة 183
    ذلك إلاّ وقد فوجئ بخبر البيعة لأبي بكر ، فقال العبّاس : ( فعلوها وربّ الكعبة ) (1) .
    وأيّ محاجّة أبلغ من عدم البيعة ... مع كلّ ذلك الإرعاب والإرهاب ... فلم يبايع هو ولا الصدّيقة الطّاهرة بضعة الرسول ، ولا أحد من بني هاشم ، مدّة حياة الزّهراء بعد الرسول وهي ستة أشهر ، فما بايعت ولا حملها عليّ على البيعة حتى توفّيت (2) .
    بل لقد حاجج عليه السلام في كلّ فرصة سنحت له ، من ذلك قوله لقنفذ لمّا قال له : ( يدعوك خليفة رسول الله ) قال : ( لسريع ما كذّبتم على رسول الله ) ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وأبلغه بما قال (3) ... ومن ذلك خطبته المشهورة المعروفة في الشورى ، واحتجاجه على القوم ، الصريح في إمامته منذ أوّل يوم ، وقد قابله كلّهم بالسّكوت الدالّ على التسليم والقبول (4) .
    هذا ، مضافاً إلى احتجاجات الزّهراء الطاهرة وبعض الأصحاب الذين عرفوا منذ حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتشيّع والولاء له عليه السلام ... وثبتوا على ذلك ، في مناسبات مختلفة ...
    وهذا جواب ما ذكره من أنّ : ( مثل عليّ مع صلابته في الدين وبسالته ، وشدّة شكيمته وقوة عزيمته وعلّو شأنه وكثرة أعوانه وكون أكثر المهاجرين والأنصار والرؤساء الكبار معه ، قد ترك حقّه وسلّم الأمر لمن لا يستحقّه ، من شيخ بني
    ـــــــــــــــــ
    (1) تاريخ اليعقوبي 2 / 115 .
    (2) صحيح البخاري ـ كتاب المغازي . باب غزوة خيبر صحيح كتاب الجهاد ، باب قول النبيّ : لا نورّث . تاريخ الطبري 2 / 448 الكامل لابن الأثير 2 / 224 .
    (3) تاريخ الطبري 2 / 444 تاريخ أبي الفداء 1 / 165 الإمامة والسياسة 1 / 13 .
    (4) الاحتجاج في الشورى رواه علماء الفريقين بكامله أو قطع منه ، ومن رواته من أهل السنّة : الدارقطني ، الخوارزمي ، ابن عساكر ، الحمويني ، الكنجي ، ابن حجر المكي ، ابن المغازلي ، المتّقي ، وأشار إليه السّعد في الكتاب 273 .

    الصفحة 184
    تيم ـ ضعيف الحال عديم المال قليل الأتباع والأشياع ـ ولم يقم بأمره وطلب حقّه !! ) 260 .
    مع ما فيه من أباطيل وأكاذيب ، فإنّ الإمام عليه السلام لم يكن معه أكثر المهاجرين والأنصار والرؤساء الكبار ، ولم يكن أبو بكر قليل الأتباع والأشياع ... وإلاّ فما معنى قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لأهل بيته : ( أنتم المستضعفون بعدي ) (1) وما معنى قول عليّ : ( إنّ ممّا عهد إليّ النبيّ أنّ الأمّة ستغدر بي بعده ) (2) ؟!
    وبه يظهر الجواب عن النقص بقيامه بأمره في مقابل معاوية  ، ومن العجب التناقضات الموجودة في كلماته : فهو في هذا المقام يصف علياً بكثرة الأعوان وكون أكثر المهاجرين والأنصار والرؤساء الكبار معه ، وفي مقام الاستدلال على خلافة أبي بكر ... يدّعي الإجماع على خلافة !
    وأيضاً : يصف أبا بكر بضعف الحال وعدم المال ... وفي مقام تفضيله ينسب إلى الجمهور نزول آية : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى  ) في أبي بكر ، ويستدل بالحديث الباطل : ( وأين مثل أبي بكر .. جهّزني بماله وواساني بنفسه ، وجاهد معي ساعة الخوف ) 292 .
    وأيضاً : يجعل من الأمارات على عدم النصّ قول أبي بكر عند موته : ( وددتُ أني سألت النبيّ عن هذا الأمر فيمن هو ) ويرسله إرسال المسلّم ، لكن حيث يستدل بهذا الكلام على شكّه في استحقاقه الإمامة هو صريح فيه يقول في الجواب : ( إنّ هذا على تقدير صحّته لا يدلّ على الشك ... ) 280 .
    وأمّا الأمارات الأخرى فلا يخفى ما فيها :
    فقول العبّاس لعليّ : ( أمدد يدك أبايعك ) ، يدلّ على اعتقاده خلافة أمير
    ـــــــــــــــــ
    (1) مسند أحمد 6 / 339 .
    (2) المستدرك على الصحيحين 3 / 140 ، 142 ، ورواه غيره أيضاً .

    الصفحة 185
    المؤمنين عليه السلام دون غيره ، ولذا كان من المتخلّفين معه عن البيعة ، وإنّه لمّا سمع دعوى القوم البيعة لأبي بكر ، قال : ( فعلوها وربّ الكعبة ) .
    و( قول عمر لأبي عبيدة : أمدد يدك أبايعك ) لا دلالة فيه على عدم النصّ ، على أنّه ليس بحجّة ...
    و( قبول عليّ الشورى ) إنّما كان للاحتجاج على القوم والمطالبة بحقّه ...
    و( احتجاجه على معاوية بالبيعة له دون النصّ ) كان من باب الإلزام ، وإلاّ فمعاوية باغٍ طاغٍ يريد الأمر لنفسه ..
    و( معاضدته لأبي بكر وعمر في الأمور ) كانت خدمةً للإسلام ، ولا دلالة فيها على عدم النصّ عليه عليه السلام .
    ودعوى : ( سكوته عن النصّ عليه في خطَبهِ وكُتبه ) كاذبةٌ .
    وكذا دعوى : ( إنكار زيد بن عليّ وكثير من عظماء أهل البيت ) ، وإلاً لذكر إنكاره وأسماءهم ، وما قالوه عن المصادر المعتبرة ...
    وأمّا ( تسمية الصّحابة أبا بكر مدّة حياته بخليفة رسول الله ) ، فقد عرفت إنكار عليّ عليه السلام لها ، أمّا ما عن غيره فليس بحجّة .
    وأمّا ( اتّهام ابن جرير الطبري بالتشيّع ) ... ودعوى أنّ : ( دعوى النصّ الجلّي ممّا وضعه هشام بن الحكم ونصره فلان وفلان ) ... والاستشهاد بقول المأمون العبّاسي : ( وجدت الكذب في الرافضة ) ، فكلّ ذلك من العجز ... كما لا يخفى على المحصّلين ... ولا يليق بنا مقابلته بالمثل ... على أنّه في ذلك تَبَعَ القاضي عبد الجبّار في ( المغني ) ، وليته لاحظ الجواب عنه في ( الشافي ) (1) .
    ـــــــــــــــــ
    (1) الشافي في الإمامة 8 / 81 ، فما بعد .