Rss Feed

  1. قال : 293
    وعن عمرو بن العاص قلت لرسول الله ... ) .
    أقول :
    هذا الحديث في البخاري بهذا السند : ( حدثنا معلّى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد لحذّاء حدّثنا عن أبي عثمان قال حدّثني عمرو بن
    ـــــــــــــــــ
    (1) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة 1 / 344 .
    (2) اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1 / 295 .
    (3) مجمع الزوائد 9 / 44 .

    الصفحة 257

    العاص ... ) (1) .
    في هذا السند :
    1 ـ عبد العزيز بن المختار ، وهو لم يتّفقوا على وثاقته ، فعن ابن معين : ليس بشيء (2) .
    2 ـ خالد بن مهران الحذّاء وهو مقدوح جداً :
    أ ـ كان قد استعمل على العشور بالبصرة (3) .
    ب ـ كان مدلّساً (4) .
    ج ـ تكلّم فيه جماعة كأبي حاتم حيث قال : يكتب حديثه ولا يحتجّ به . رحماد بن زيد ، قال : قدم علينا قدمة من الشام ، فكأنّا أنكرنا حفظه . وأراد شعبة التكلّم فيه علناً فهدّد وسكت . ولم يلتفت إليه ابن عليّه وضعّف أمره . وقال ابن حجر : ( والظاهر أنّ كلام هؤلاء فيه من أجل ما أشار إليه حماد بن زيد من تغيّر حفظه بآخره ، أو من أجل دخوله في عمل السلطان . والله أعلم ) (5) .
    3 ـ عمرو بن العاص . ابن النابغة ، أحد المصاديق الحقيقية لما قاله السّعد نفسه حول الصّحابة .
    أقول : أليس من الجزاف والقول الزور الاستدلال بحديثٍ هذا سنده في أصحّ الكتب عندهم بعد القرآن فضلاً عن غيره من الكتب ؟!
    قال (293) :
    ( وقال النبيّ : لو كان بعدي نبيّ لكان عمر ) .
    أقول :
    ـــــــــــــــــ
    (1) صحيح البخاري 5 / 64 كتاب فضائل أصحاب النبيّ .
    (2) تهذيب التهذيب 6 / 317 .
    (3) تهذيب التهذيب 3 / 105 .
    (4) تهذيب التهذيب 3 / 105 .
    (5) تهذيب التهذيب 3 / 104 ـ 105 .

    الصفحة 258

    عجباً للسّعد كيف يرتضي هذا الحديث ويستدلّ به وهو يرى أفضلية أبي بكر من عمر ؟ إنّ هذا الحديث معناه أنّ عمر صالح لنيل النبوّة على تقدير عدم ختمها ، ولازمه أن يكون أفضل من أبي بكر ، كما هو واضح .
    ثمّ كيف يصلح للنّبوة من قضى شطراً من عمره في الكفر . ولننظر في سنده :
    إنّ هذا الحديث لا يعرف إلاّ من حديث مشرح بن هاعان كما نصّ عليه الترمذي بعد أن أخرجه وهذه عبارته كاملة :
    ( حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا المقرئ عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن شرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطّاب . هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث مشرح بن هاعان ) (1) .
    وهذه طائفة من كلمات أئمّة القوم لتعرف مشرح بن هاعان :
    قال ابن الجوزي : ( قال ابن حِبّان : انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به ) (2) .
    وقال الذهبي : ( قال ابن حِبّان : يكنى أبا مصعب ، يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها ... فالصواب ترك ما انفرد به . وذكره العقيلي فما زاد في ترجمته من أن قيل : أنّه جاء مع الحجّاج إلى مكّة ونصب المنجنيق على الكعبة ) (3) .
    فتلخّص :
    1 ـ قدح جماعة من الأئمّة فيه :
    2 ـ أنّه جاء مع الحجاج إلى مكّة ونصب المنجنيق على الكعبة .
    3 ـ أنّه روى عن عقبة أحاديث لا يتابع عليها . ولا ريب أنّ هذا الحديث
    ـــــــــــــــــ
    (1) صحيح الترمذي 5 / 578 باب مناقب عمر .
    (2) الموضوعات . باب مناقب عمر 1 / 320 .
    (3) ميزان الاعتدال ـ ترجمة مشرح بن هاعان 4 / 117 .

    الصفحة 259

    منها ، إذ لم يعرف إلاّ منه كما عرفت من عبارة الترمذي .
    ثمّ إنّ الراوي عنه هو : بكر بن عمرو ، وقد قال الدار قطني والحاكم : ( ينظر في أمره ) (1) ، بل قال ابن القطّان : ( لا نعلم عدالته ) (2).
    وفي ( مقدّمة فتح الباري ) في الفصل التاسع ، في أسماء من طعن فيه من رجال البخاري : ( بكر بن عمرو المعافري المصري ) .
    ثمّ إنّ بعض الوضّاعين قلب لفظ هذا الحديث المفترى إلى لفظ : ( لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ) وقد رواه ابن الجوزي بنفس سند اللفظ الأوّل في ( الموضوعات ) ، ونصّ على أنّه لا يصحّ (3) كما نصّ الذهبي على كونه مقلوباً منكراً (4) .
    وبعضهم وضعه بلفظ : ( قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعمر بن الخطّاب : لو كان بعدي نبيّ لكنته ) رواه المتّقي ، قال : رواه الخطيب وابن عساكر ، وقالا : منكر (5) .
    قال (293) :