Rss Feed

  1. أقول :
    كيف يمنع اشتراط كون الإمام أعلم الأمّة ، وقد دلّت عليه آيات الكتاب والسنة المعتبرة ، ونصّ عليه كبار العلماء ، بل هو مذهب أكثر أهل السنّة ؟!
    قال التفتازاني في : ( شرح المقاصد ) : ( ذهب معظم أهل السنّة وكثير من الفرق إلى أنّه يتعيّن للإمامة أفضل أهل العصر ، وقد طابق الكتاب والسنّة والإجماع على أنّ الفضل بالعلم والتقوى . قال الله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) . وقال : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) . وقال الله تعالى : (  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) .
    وقال القاضي البيضاوي بتفسير : (  إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ ... ) :
    اعلم أنّ هذه الآيات تدلّ على شرف الإنسان رمزية العلم وفضله على العبادة ، وأنّه شرط في الخلافة ، بل العمدة فيها (1) .
    أقول :
    ومن أوضح آيات الكتاب دلالة في هذا الباب قوله عزّ وجلّ : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (2) . فإنّه
    ـــــــــــــــ
    (1) تفسير البيضاوي : 25 .
    (2) سورة يونس : 35 .

    الصفحة 77
    إشارة إلى أمر عقلي مركوز في أذهان العقلاء ، وهو في نفس الوقت دليل آخر على اعتبار العصمة في الشخص المتصدّي أمر هداية الخلق إلى الحقّ .
    وعلى هذا الغرار جاءت الأحاديث النبوية المتّفق عليها ، يكفي منها ما أخرجه مسلم وغيره عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : ( من استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلم أنّ فيهم أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنّة نبيّه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ) .
    وأمّا أنّ أبا بكر لم يكن كذلك فهذا ما لا خلاف فيه لأحدٍ ، وتدلّ عليه كتب السير والتاريخ ، وأبو بكر نفسه معترف به ... لكنّ عليّاً عليه السلام ادعى الأعلميّة ـ وهو الصادق المصدّق ـ واعترف له بذلك كبار الصحابة ، ورجوعهم إليه في المعضلات والمشكلات ، واعترافهم أمامه بالجهل ، مشهور ؛ فيكون هو الإمام .