Rss Feed

  1. على أنّ فيما ذكر مواضع بحث لا تخفى على المحصّل ، مثل : أنّ المراد بـ ( أَنفُسَنَا ) نفس النبيّ ، كما يقول : دعوت نفسي إلى كذا ) .
    ـــــــــــــــــ
    (1) الاستيعاب 3 / 1090 ترجمة أمير المؤمنين .
    (2) الصواعق المحرقة : 109 .
    (3) الصواعق المحرقة : 109 .
    (4) طبقات ابن سعد 3 / 182 قال ابن كثير : إسناده صحيح 5 / 248 .
    (5) الإمامة والسياسة 1 / 14 .

    الصفحة 265
    أقول :
    هذا من السّعد عجيب جداً ، وأيّ معنى لأن يدعو الإنسان نفسه ؟ وعلى فرض وروده في شيء من الاستعمالات الفصيحة فهو مجاز قطعاً . وقد ذكر شيخه العضد في ( المواقف ) وكذا شارحها الجرجاني وجه الاحتجاج بالآية المباركة وهذه هي العبارة : ( وجه الاحتجاج : أنّ قوله تعالى : ( وأَنفُسَنَا ) لم يرد به نفس النبيّ ؛ لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه ، بل المراد به عليّ ، دلّت عليه الأخبار الصحيحة والروايات الثابتة ) ثمّ ذكرا في الجواب : ( وقد يمنع أنّ المراد بأنفسنا عليّ وحده ، بل جميع قراباته ... ) فهما يسلّمان أنّ الإنسان لا يدعو نفسه ، وإنّما يمنعان أن يكون المراد عليّ وحده ... وقد أجبنا عن هذا المنع .
    وعلى الجملة ، فما ذكره السّعد في غاية السخافة والسّقوط .