قال ( 230 ) : ( ثمّ استشهد وترك الأمر مهملاً ، فاجتمع كبار الصحابة المهاجرين والأنصار على عليّ رضي الله عنه والتمسوا منه قبول الخلافة ، وبايعوه ، لما كان أفضل أهل عصره ، وأولاهم بالخلافة . وما وقع من المخالفات والمحاربات لم يكن عن نزاع في خلافته ، بل عن خطأ في الإجتهاد) .
أقول :
قد تقدّم أنّه كان قد عهد إلى عبد الرحمن بن عوف ، ولعلّ هذا كان هو المقرّر بينهم منذ اليوم الأوّل !!
وأمّا أنّ استشهد ، أي مات شهيداً ، ففيه بحث وتحقيق .
وقد استدلّ لإمامة عليّ عليه السلام بأمرين أحدهما : اجتماع كبار الصحابة
ـــــــــــــــــــ
(1) الكامل لابن الأثير 3/71 .
(2) شرح نهج البلاغة 6/167 .
(3) تاريخ اليعقوبي 2/152 .
الصفحة 297
عليه والتماسهم منه قبول الخلافة ، فهذا منه إقرار في حقّه عليه السلام بما لم يقع لمن تقدّم عليه في الأمر . والثاني : أفضليّته عليه السلام من غيره ، لكنّ دعوى اختصاصها بأهل عصره لم يقم عليها برهان ، بل هو على أفضليّته من عامّة الصّحابة قائم ... وفيما ذكرناه سابقاً كفاية .