Rss Feed

  1. وتشرّفه بقوله عليه السلام : عثمان أخي ورفيقي في الجنّة ... ) .
    أقول :
    وهذا الحديث نظير ما وضعوه وافتروه في حقّ اللذين من قبله ... فقد أخرجه ابن ماجة عن : أبي مروان محمّد بن عثمان الأموي العثماني عن أبيه عثمان ابن خالد حفيد عثمان بن عفّان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه ـ وهو مولى لعائشة بنت عثمان ـ عن الأعرج عن أبي هريرة : أنّ رسول الله قال : لكلّ نبيّ رفيق في الجنّة ورفيقي فيها عثمان بن عفّان (1) .
    فهو حديث لآل عثمان ... عن أبي هريرة ؟!
    وقد قال شارحه السندي : ( إسناده ضعيف . فيه : عثمان بن خالد وهو ضعيف باتّفاقهم ) (2) .
    ـــــــــــــــــ
    (1) سنن ابن ماجة 1 / 40 .
    (2) سنن ابن ماجة 1 / 40 .

    الصفحة 262

    مضافاً إلى أنّ أبا مروان مقدوح وقال بعض أئمّة القوم : يروي عن أبيه المناكير (1) . وهذا منها ...
    وأبوه عثمان بن خالد قال البخاري : عنده مناكير . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال العقيلي : الغالب على حديثه الوهم . وقال أبو أحمد : منكر الحديث . وقال ابن عدي : أحاديثه كلّها غير محفوظة . وقال الساجي : عنده مناكير غير معروفة . وقال الحاكم وأبو نعيم : حدّث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة ... إلى غير ذلك من الكلمات (2) فهو ضعيف باتّفاقهم كما ذكر شارح ابن ماجة ، بل قال ابن الجوزي : نسب إلى الوضع (3) .
    وعبد الرحمن بن أبي الزّناد ، قال ابن معين : ليس ممّن يحتج به أصحاب الحديث ، ليس بشيء . وقال ابن صالح وغيره عن ابن معين : ضعيف : وقال الدوري عن ابن معين : لا يحتج بحديث . وقال صالح بن أحمد عن أبيه : مضطرب الحديث . وعن ابن المديني : كان عند أصحابنا ضعيفاً . وقال النسائي : لا يحتجّ بحديثه . وقال ابن سعد : كان كثير الحديث وكان يضعّف لروايته عن أبيه (4) .
    وأمّا الحديث الآخر في حياء عثمان ، فهو من جملة عدّة أحاديث موضوعة في هذا الباب ، يكفي متنها دليلاً على وضعها فلا حاجة إلى النظر في أسانيدها ...
    على أنّ هذا الحديث بالخصوص يشتمل على إهانة كبيرة للنبيّ الأقدس صلّى الله عليه وآله سلّم ، حيث نسب واضعه إليه الكشف عن أفخاذه بحضور أصحابه ... فهو أراد صنع فضيلة لعثمان ـ وهي الحياء ـ ونسب إلى الرّسول عدم الحياء ! مع كونه كما وصفه أبو سعيد الخدري ( أشدّ حياء من العذراء في خدرها ) (5)
    ـــــــــــــــــ
    (1) تهذيب التهذيب 9 / 336 .
    (2) تهذيب التهذيب 7 / 114 .
    (3) العلل المتناهية 1 / 206 .
    (4) تهذيب التهذيب 6 / 171 .
    (5) تجده في البخاري في باب صفة النبيّ ، وفي غيره من الصحاح .

    الصفحة 263

    لا سيّما وأنّ جمهور فقهائهم على أنّ الفخذ عورة ...
    وأيضاً : يدل الحديث على أفضلية عثمان من أبي بكر وعمر ، فإنّهما قد دخلا على النبيّ في تلك الحال فلم يغطّ دخل عثمان سترهما وقال هذه الكلمة ؟