Rss Feed

  1. وقوله : (وما وقع من المخالفات والمحاربات ...) فالمقصود به دفع الطعن عن طلحة والزبير وعائشة وأتباعهم الذين خرجوا عليه فكانت وقعة الجمل وهم (الناكثون) ، وعن معاوية وأشياعه الذين حاربوه بصفّين وهم (القاسطون) ، وعن أهل النهروان وهم (المارقون) .
    وكيف يمكن دفع الطعن عنهم وقد أخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً بكلّ ما سيقع ، وأمره بقتالهم جميعاً ، فقد أخرج الأئمّة الحفّاظ عن عليّ عليه السلام قال : ( عهد إليّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين) وفي رواية : (أمرت بقتال الناكثين ...) قال الحافظ الهيثمي : (رواه البزار والطبراني في الأوسط ، وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان) (1) .
    (وعن أبي سعيد عقيصا قال : سمعت عمّاراً ونحن نريد صفّين يقول : أمرني رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (2) . وأبو سعيد عقيصا ثقة مأمون كما قال الحاكم وأقرّه الذهبي (3) .
    ــــــــــــــــ
    (1) مجمع الزوائد 7/238 .
    (2) مجمع الزوائد 7/238 .
    (3) المستدرك وتلخيصه 3/124 .

    الصفحة 298

    وأمّا في خصوص أهل صفين ، معاوية وأصحابه القاسطين فقوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لعمّار (تقتلك الفئة الباغية) من الأحاديث المقطوع بصدورها عن رسول الله عند جميع فرق أهل الإسلام .
    ثمّ إنّ إطلاق كلام الشارح يشمل أهل النهروان أيضاً ، وهذا منه عجيب جدّاً لأنّه حتّى ابن تيميّة ينصّ على كنون الإمام عليه السلام مأموراً بقتالهم (1) فكيف يريد الشارح دفع الطعن عنهم ؟
    قال (230) : (وما وقع من الاختلاف بين الشيعة وأهل السنّة في هذه المسألة ، وادّعاء كلٍّ من الفريقين النصّ في باب الإمامة ، وإيراد الأسئلة والأجوبة من الجانبين ، فمذكور في المطوّلات ) .
    أقول :
    من المطوّلات التي أحال إليها كتاب ( شرح المواقف ) وكتاب ( شرح المقاصد ) فمن راجع باب الإمامة منهما مع ( الطرائف ) و (المراصد ) التي كتبناها عليهما ، ووقف على أدلّة القائلين بإمامة أبي بكر والقائلين بإمامة علي وأمعن النظر مع الإنصاف ، عرف الحقّ ، وإذا عرفه وجب عليه اتّباعه بحكم العقل والنقل .
    أمّا خصوص النصّ ، فقد اعترف أعلام القوم ـ ومنهم التفتازاني نفسه ـ بعدم وجود النصّ على إمامة أبي بكر ، والحال أنّ النصوص على إمامة عليّ عليه السلام مذكورة في كتب الفريقين ، متّفق عليها بين الطّرفين ، وسنتعرّض لبعضها