Rss Feed

  1. قال ( 230 ) : ( ثمّ استشهد رضي الله عنه وترك الخلافة شورى بين ستّة : عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقّاص . ثمّ فوّض الأمر خمستهم إلى عبد الرحمن بن عوف ورضوا بحكمه ، فاختار عثمان وبايعه بمحضر من الصحابة ، فبايعوه ... ) .
    أقول :
    1 ـ قال عمر قبل كلّ شيء : ( لو أدركني أحد الرجلين فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به : سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجرّاح ) (2).
    وكان قد عرض على عبد الرحمن بن عوف ، قبل أن يجعلها شورى ، لكنّه
    ـــــــــــــــــ
    (1) العقد الفريد 4/281 ـ 282 .
    (2) مسند أحمد 1/18، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/343 وغيرهما كما سيأتي أيضاً .

    الصفحة 295
    أبى (1) .
    3 ـ ثمّ حدّد للأمر ثلاثة أيّام فقط (2) .
    4 ـ وأمر بأنّه إذا اجتمع خمسة وأبى واحد قُتل ، وإن اتّفق أربعة وأبى اثنان قُتلا ، وإن اختلفوا ثلاثة وثلاثة ، أن يكونوا مع الذي معه عبد الرحمن بن عوف (3) .
    5 ـ فمضى علي إلى العبّاس وقال له : عَدَل عَنّا ، لأنّ سعداً لا يخالف عبد الرحمن لأنّه ابن عمّه ، وعبد الرحمن صهر عثمان ، فلا يختلفون ، فيولّيها أحدهم الآخر (4) .
    6 ـ ثمّ جمع عبد الرحمن الجماعة بعد أن أخرج نفسه عن الخلافة ، فدعا عليّاً ، فقال : عليك عهد الله وميثاقه ، لتعملنّ بكتاب الله وسنّة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده ، فقال عليّ : أعمل بمبلغ علمي وطاقتي . فدعا عبد الرحمن عثمان وقال له بمثل ذلك ، فقال : نعم ، فرفع عبد الرحمن رأسه ويده في يد عثمان ، فقال : اللّهمّ اسمع واشهد ، اللّهمّ إنّي قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان ، فبايعه (5) .
    7 ـ فقال عليّ لعثمان : ( ليس هذا أوّل يوم تظاهرتم فيه علينا ، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . والله ما ولّيت عثمان إلاّ ليردّ الأمر إليك ، والله كلّ يوم في شأن ) (6) .
    8 ـ وهدّد عبد الرحمن عليّاً بالقتل لمّا تلكّأ عن البيعة قائلاً له : ( يا عليّ ، لا
    ــــــــــــــــــــ
    (1) تاريخ الطبري 4/191 ، الكامل لابن الأثير  3/34 ـ 35 .
    (2) الطبقات 3/344 ، الطبري 4/229 ، العقد الفريد 4/ 256 ، المختصر في أحوال البشر 1/165 .
    (3) الطبري 4/229 ، الكامل 3/35 ، العقد الفريد 4/256 ، وغيرها .
    (4) الطبري 4/229 ، العقد الفريد 4/256 ، الكامل 3/67 .
    (5) الكامل في التاريخ 3/71 ، الطبري 4/233 وغيرهما .
    (6) الكامل لابن الأثير 3/71 وغيره .

    الصفحة 296

    تجعل على نفسك حجّةً وسبيلاً ) (1) ثمّ قال : ( يا أبا طلحة ، ما الذي أمرك به عمر ؟ قال : أن أقتل من شقّ عصا الجماعة . فقال عبد الرحمن لعليّ : بايع إذن وإلاّ كنت متّبعاً غير سبيل المؤمنين ، وأنفذنا فيك ما أُمرنا به . فقال : لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري ) (2) .
    9 ـ ثمّ إنّ عثمان عهد بالأمر إلى عبد الرحمن (3) حسبما تواطأوا عليه من قبل ، فاستاء بنو أميّة من ذلك لخروجها من أيديهم ، وطلحة والزبير وأمثالهم لطمعهم فيها ، فوقع الاتفاق بين الطرفين في القيام عليه ، وساعد على ذلك ما نقم عليه المسلمون من أفعاله ، وكان ما كان .
    وهكذا كانت الشّورى وبيعة عثمان !!