Rss Feed

  1. تبيّن أن موضوع علم الكلام هو أصول الدين ، من التوحيد وصفات الباري ، والنبوّة وشئونها والنّبي وصفاته ، والمعاد ، وغير ذلك ... وأنّ الغرض منه معرفة هذه الأصول ودعوة الآخرين إليها بالحكمة والموعظة الحسنة . فكيف يكون من أسباب هزائم المسلمين أمام أعداء الإسلام ؟!
    إنّه طالما بنيت الأصول الاعتقادية على الحقّ ، وقصد بالبحث عنها الوصول إلى الحقيقة والواقع ، والتزم الباحث ـ لا سيّما في مرحلة إقامة الحجّة على الغير ـ بالعدل والإنصاف ، والأخلاق الكريمة ، والقواعد المقرّرة للمناقشة والمناظرة ، كان علم الكلام من خير أسباب صمودنا أمام الأعداء . ووحدتنا فيما بيننا ...

    الصفحة 21
    أمّا إذا كان الغرض من علم الكلام هو التغلّب على الخصم ولو بالسبّ والشتم ، فلا شك في أنّ هذا الأسلوب فاشل ، وأنّه سيؤدّي إلى تمزّق المسلمين وتفرّق صفوفهم ، وإلى الهزيمة أمام الأعداء ...
    فالقول بأنّ : ( أسلوب علم الكلام فشل حتى الآن ) ، وأنّه : ( أحد أسباب هزائمنا ) على إطلاقه ليس بصحيح ...
    وعلى الجملة ، فإنّ علم الكلام لم يكن في يومٍ من الأيام من أسباب ضعف المسلمين ، وهزيمتهم ، بل كان ـ متى ما استخدم على حقيقته واتّبعت أساليبه الصحيحة ، وطبقّت قواعده الرّصينة ـ من أسباب وحدة كلمة المسلمين ورصّ صفوفهم وصمودهم أمام الخصوم . ولا ننكر أنّ بعض المتكلّمين اتّخذوه وسيلةً لتوجيه عقائدهم الباطلة وأفكارهم الفاسدة ، إلاّ أنّ هذا لا يختص بعلم الكلام ، فقد اتخذ غيره من العلوم الإسلامية وسيلةً للأهداف والأغراض المخالفة للحقّ والدين ... وهذا لا يسوّغ اتهام ( العلم ) بل على النّاس أن يفرّقوا بين المتكلّمين ، فيعرفوا المُحقّ فيتبّعوه ، ويعرفوا المُغرض فيحذروه ...
     

      *   *