وكما ذكرنا من قبل ، فإنّ الاستدلال إن كان منطقياً والبحث سليماً ، وكانت الأدلّة على أسس رصينةٍ وقواعد متينة ، فلا شك في تأثيره في القلوب الطالبة للحقّ ، المحبّة للخير والفلاح ...
ـــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة ، ط صبحي الصالح : 247 .
ـــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة ، ط صبحي الصالح : 247 .
الصفحة 33
وبالفعل ... فقد كان لعلم الكلام وأساليبه الصحيحة المستندة إلى الكتاب والسنة والعقل السليم الأثر البالغ في تقدم مذهب الإمامية وتشيّع الأُمم ... ويكفينا ـ في هذا المجال ـ ذكر سبب تشيع أهالي جبل عامل (1) عن أحد كبار علماء تلك المنطقة :
( روي أنّه لمّا مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لم يكن من شيعة علي عليه السلام إلاّ أربعة مخلصون : سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ، وعمّار . ثمّ يتبّعهم جماعة قليلون اثنا عشر ، وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج ، حتى بلغوا ألفاً وأكثر ، ثمّ في زمن عثمان لمّا أخرج أبا ذر إلى الشام بقي أيّاماً ، فتشّيع جماعة كثيرة ، ثمّ أخرجه معاوية إلى القرى ، فوقع في جبل عامل ، فتشيّعوا من ذلك اليوم ... فظهر أنّه لم يسبق أهل جبل عامل في التشيّع إلاّ جماعة محصورون من أهل المدينة ، وقد كان أيضاً في مكّة والطائف واليمن والعراق والعجم شيعة قليلون . وكان أكثر الشيعة في ذلك الوقت أهل جبل عامل (2) .
ومن هنا قال السيد الصّدر العاملي ـ في فصل علم الكلام ـ : ( وأمّا أوّل من ناظر في التشيّع .. هو المولى الأعظم والإمام الأقدم ، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أبو ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه ) ثمّ ذكر الكلام السّابق وغيره ، وتشيع أهالي جبل عامل على يده(3) .
ــــــــــــــــ
(1) إنّما اخترنا هذا المورد للاستشهاد تنبيهاً على كلمةٍ لأحد علماء هذه المنطقة يقول فيما وهو يتهجّم على علم الكلام : ( لم يتشيّع سنيّ إلاّ على مستوى الأفراد والقناعات ) .
(2) أمل الآمل في علماء جبل عامل 1 / 13 .
(3) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 351 .
ــــــــــــــــ
(1) إنّما اخترنا هذا المورد للاستشهاد تنبيهاً على كلمةٍ لأحد علماء هذه المنطقة يقول فيما وهو يتهجّم على علم الكلام : ( لم يتشيّع سنيّ إلاّ على مستوى الأفراد والقناعات ) .
(2) أمل الآمل في علماء جبل عامل 1 / 13 .
(3) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 351 .
الصفحة 34
وكتابنا هذا يضّم بين دفّتيه مباحث ( الإمامة ) في ( أهمّ الكتب الكلاميّة ) ، إنّه يشتمل :
على مباحث الإمامة في كتاب ( شرح المواقف ) للسيد الجرجاني ، و ( المواقف ) للقاضي عضد الدين الإيجي ، مع تعليقتنا : ( الطرائف علىشرح المواقف ) .
على مباحث الإمامة في كتاب ( شرح المواقف ) للسيد الجرجاني ، و ( المواقف ) للقاضي عضد الدين الإيجي ، مع تعليقتنا : ( الطرائف علىشرح المواقف ) .
وعلى مباحث الإمامة في كتاب ( شرح المقاصد ) للسّعد التفتازاني ، مع تعليقتنا عليه : ( المراصد على شرح المقاصد ) .
وقد تعرضنا في خلال ( الطرائف ) و ( المراصد ) لبعض الكتب الكلامية الأخرى ، من قبيل ( الصواعق المُحرقة ) لابن حجر المكّي ، و (إبطال الباطل ) لابن روزبهان الخنجي ، و ( التحفة الاثنا عشرية ) لعبد العزيز الدهلوي .
إنّه بحث مقارن حول ( الإمامة ) من جميع جوانبها ، وسيرى القارئ الكريم أنّا في جميع بحوثنا وتعاليقنا على الكلمات ، لم ننقل إلاّ عن كتب السنّة ؛ إذ لا تردّ كلماتهم إلاّ بكتبهم ورواياتهم ، لأنّ كتب الشيعة ليست بحجّةٍ إلاّ على الشيعة أنفسهم ، أمّا إذا أجبنا عن كلام للسنّة من كتبهم فقد جاء الجواب متفّقاً عليه بين الطّرفين ، ولا مناص من الأخذ به والتسليم له .
وقد جاء وصفنا لهذه الكتب بـ ( أهمّ الكتب الكلاميّة ) وبالنظر إلى كلمات العلماء من السنّة في وصف ( المواقف ) و ( شرحه ) و ( شرح المقاصد ) و ( شرح
الصفحة 35
العقائد النسفيّة ) وفي الثناء على مؤلِّفي هذه الكتب ، وأيضاً بالنّظر إلى كونها كتباً درسية في الحوزات العلمية ، وإلى شهرتها في الأوساط الثقافية ، وكثرة الشروح والحواشي الموضوعة عليها .