Rss Feed

  1. قال (295) :
    ( القائلون بأفضليّة عليّ تمسّكوا بالكتاب والسنّة والمعقول ... ) .
    أقول :
    الوجوه التي ذكرها أقلّ قليل من الأدلّة التي يقيمها أصحابنا على أفضليّة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من جميع الخلائق .
    قال (299) :
    والجواب : أنّه لا كلام في عموم مناقبه ... إلاّ أنّه لا دليل على الأفضلية ... بعدما ثبت من الاتّفاق ... والاعتراف من عليّ بذلك ) .
    أقول :
    كيف لا تكون هذه الأدّلة دالّة على الأفضلية ، وهو غير منكر لنزول الآيات التي ذكرها في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا اعتبار الأحاديث المستدلّ بها ، ولا لشيء من صفات الإمام وكمالاته ؟!
    إنّه لا وجه لقوله : ( لا يدلّ على الأفضلية ) إلاّ التعصّب ، وإلاّ لأتى بالردّ . وأمّا رفع اليد عن الدلالة بالاتّفاق والاعتراف فهو يعلم بأنّ لا اتّفاق فضلاً عن الإجماع على أفضلية أبي بكر ، ولا اعتراف من أمير المؤمنين عليه السلام بذلك ... وإنّه ليكفي ردّاً على دعوى الاتّفاق والاعتراف ذهاب جماعة كبيرة من أعيان الصّحابة من بني هاشم وغيرهم إلى أفضلية عليّ ، ذكر بعضهم ابن عبد البرّ حيث قال : ( وروى عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أوّل من أسلم وفضّله هؤلاء على

    الصفحة 264

    غيره ) (1) .
    ولا يخفى أنّ كلّ واحد من هؤلاء الذين ذكرهم يعادل مئات الآلاف من سائر الناس ، لعظمته وجلالته وقربه من رسول الله وجهاد وجهوده في سبيل الإسلام ...
    على أنّ الاعتراف ثابت من أبي بكر ذلك ، في مواضع عديدة ، رواها علماء القوم أنفسهم :
    منها : ما رواه هو عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : ( عليّ منّي بمنزلتي من ربّي ) (2) .
    ومنها : ما رواه الشعبي قال : ( بينما أبو بكر جالس إذ طلع عليّ فلمّا رآه قال : من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلةً وأقربهم قرابةً وأفضلهم حالةً وأعظمهم حقّاً عند رسول الله فلينظر إلى هذا الطالع (3) .
    ومنها : قول أبي بكر في خطبة له : ( أما بعد أيّها الناس قد وليّت أمركم ولست بخيركم ) (4) فإذا نفى عن نفسه الأفضلية فقد أثبتها لعليّ عليه السلام إذ لا ثالث بالإجماع ، ويشهد به قوله : ( أقيلوني فلست بخيركم ) (5) . وفي بعض الكتب بعده : ( وعليّ فيكم ) .
    وكأنّ السّعد ملتفت إلى ما ذكرناه من تماميّة الأدلّة على الأفضلية وعدم وجود ما يصلح للمنع عن دلالتها ... ولذا عاد إلى البحث في دلالة بعض الأدلّة ، لكن لم يأت إلاّ باحتمالات باردة وتخيّلات ساقطة وادّعاءات فارغة ...
    قال (299) :